توماس سانكارا "جيفارا أفريقيا"

توماس سانكارا "جيفارا أفريقيا"
"يمكن قتل الثوار لكن أفكارهم لاتقتل" - ٣٣ عاما علي إغتيال جيفارا إفريقيا.
"توماس ايزيدور نويل سانكارا" كان قائداً في الجيش البوركيني،، ورئيس جمهورية بوركينا فاسو في الفترة مابين (١٩٨٣-١٩٨٧م).
ولد توماس سانكارا في ديسمبر ١٩٤٩م، لأسرة كاثوليكية وإلتحق بالمدرسة العسكرية، أسوة بأبيه الذي كان محارب في الجيش الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية.
كان "سانكارا" قائدا ثوريا ومناضلا، وقف طويلا ضد الامبريالية وتجنب المساعدات الخارجية،، وكانت مواقفه وبرامجه الثورية التي عززت لدي شعبه قيمة الإعتماد علي الذات هي من جعلته رمزا لفقراء إفريقيا.

نجحت سياسته الداخلية أن تجعل من جمهورية بوركينا فاسو أول دولة إفريقية تحقق الإكتفاء الذاتي ولديها فائض إنتاج في ذلك الوقت، حيث شجع الصناعات المحلية، عمل علي رفع المستوي المعيشي للفلاحين، وأسقط عنهم الضرائب التي كانت تثقل كاهلهم، وإستصلح الأراضي، فتضاعف إنتاج القمح والقطن مما جعل الدولة تكتفي ذاتيا بل ولديها فائض للتصدير.
وأعطي "سانكارا" الأولوية للتعليم، وحملات محو الأمية في جميع أنحاء البلاد، وتعزيز الصحة العامة عن طريق التطعيم ضد مرض السحايا والحمة الصفراء والحصبة، وإهتم بملف البنية التحتية فانشأ السكك الحديدية للربط بين القري والمدن، وجعل لكل قرية مستوصف ومدرسة.
كما إهتم "سانكارا" بحقوق المرأة وقام بتعين الكفاءات منهن بمناصب حكومية عليا في الدولة، ويعد اول رئيس في تاريخ إفريقيا، منع ختان الإناث وزواج القاصرات.
وله كلمة شهيرة في حق المرأة إذ قال: "ان الثورة وتحرر المرأة يسيران معاً. نحن لا نتحدث عن تحرر المرأة كعمل من الاعمال الخيرية أو بسبب موجه من التعاطف الإنساني. بل ان حقوق المرأة هي ضرورة أساسية من أجل انتصار الثورة,ان النساء نصف السماء".
لقب بـ "تشي جيفارا" للتشابه الكبير بينهما في الكاريزما الشخصية والثورية، وحبهما للضعاء ودفاعهم عنهم وعن حقوقهم،، نضالهما ضد الامبريالية والفاسدين فضلا عن ان كلاهما انشأ محاكم ثورية لمحاكمة الفاسدين،، حتي انه قال في خطاب له في ذكري وفاة "جيفارا" وقبل إغتياله بقليل "إن جيفارا مات في سن ٣٩، وانا لن اتجاوزها" .

وقد كان فسياسته الثورية ومواقفه ضد الإمبرياله جعلت منه عدوا لفرنسا، فخططوا للإطاحة به، وفي ١٥ اكتوبر ١٩٨٧، تم إغتياله علي يد مجموعة مسلحة أطلقوا عليه النار أثناء ذهابه إلي أحد الاجتماعات ودفنوه بأحد المقابر، كان ذلك بوشاية من صديقه "كومباوري" الذي اتفق مع جهات أجنبية علي ضرورة التخلص من "سانكارا" الذي يهدد مصالحهم، فهو من نطق بالحقيقة دون خوف ودفع حياته ثما لها.