نكروما ... الزعيم الذي أحب مصرية

نكروما ... الزعيم الذي أحب مصرية
نكروما

سوف يكون استقلالنا ناقصاً إذا لم يرتبط بتحرير البلاد الإفريقية كلها ... إن سياسة الاستعمار منذ القدم هي سياسة فرق تسد ... إن الاستعمار نظام ينبغي تحطيمه، وإن تاريخ هذه القارة سوف يتغير بما نرسمه نحن ونقرره بإرادتنا، فلننس أحقادنا ولنجعل من غانا مهداً للحرية لأفريقيا بأسرها".

(كلمة الزعيم الغاني كوامى نكروما، في إحدى خطبه).

"فرنسيس كوامى نكروما" الملقب بـ "الكا متانكو" وهى تعني المعصوم من الضلال، ولد في٢١ سبتمبر عام ١٩٠٩م، من قبيلة نومي بقرية نكروفول بغانا، وتوفي في ٢٧ مارس عام ١٩٧٢م، من أسرة بسيطة، وهو أب لثلاثة أولاد وبنت، منهم ثلاث من السيدات المصرية "فتحية رزق" والتي لقبها الشعب الغاني بـ (عروس النيل). وصف نكروما بالذكاء الشديد وعرف بشخصيته الكارزميه المؤثرة رغم تواضعه الشديد، وله العديد من الألقاب الأخرى مثل: (الاسوندويهين: أي المصالح والموافق) و( P.G: أي خريج السجون وهى ترمز لنضاله فترة الاستعمار).

عمل بالتعليم في مدرسة أولية حتى عام ١٩٣٤م، ثم رئيس لمنظمة الطلاب الأفارقة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن شارك في تأسيسها، ثم نائباً لرئيس اتحاد طلبة غرب أفريقيا، ثم انتخب كأحد أمناء المؤتمر الإفريقي الخامس في مانشستر، عمل بعدها الأمين العام لحزب مؤتمر ساحل الدهب المتحد، ورئيس حركة تحرير غانا من الاستعمار البريطاني، وفي عام ١٩٥٢م أصبح رئيس وزراء غانا.

هو من مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية –الاتحاد الأفريقي حالياً-، وترأسها عام ١٩٦٥م، ومُنح ميدالية ذهبية في مؤتمر القمة الإفريقي ضمن إجراءات تخليد ذكرى مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية. يُذكر أنه من الدعاة للوحدة الإفريقية فلقد دعا لعقد مؤتمر أكرا ١٩٥٨م، وكان اللبنة الأولى لوحدة القارة، ففي عام ١٩٦١م طرح فكرة تأسيس اتحاد الدول الإفريقية، ولكن فضلت الدول الأفريقية حينها صيغة منظمة الوحدة الإفريقية.

يذكر أن له نظريات متعددة في حرية الفرد والاشتراكية ونظام الحكم، وكانت رؤيته متلخصة في ثلاث أضلع وهم: (ثورة الشباب ضد الجيل القديم)، (ثورة الشعب ضد الرؤساء المحليين الذين نالوا سلطتهم بالإقطاع) ، (ثورة الوطنيين ضد الاستعمار). ومن أبرز شعاراته: (يجب أن نسعى أولاً لتحقيق السيادة السياسية وبعد ذلك سيتحقق كل شيء) ، (نحن نفضل المخاطر في ظل الحرية على الاستقرار في ظل العبودية) ، (إن تخليص أفريقيا من قيود الحكم الأجنبي هو الضمان الوحيد للاستقلال). كما أن له العديد من المؤلفات أبرزها: (الموسوعة الإفريقية لإعادة كتابة التاريخ الإفريقي)، وأيضاً (أتكلم عن الحرية للمكافحين من أجل الوحدة)، (الوعي بالذات)، وسيرة ذاتية بعنوان (غانا).

ربطت "نكروما" والزعيم المصري "جمال عبد الناصر" صداقة قوية، وتوسط "جمال" في زواج "نكروما" من السيدة المصرية "فتحية رزق" وتمكن من إقناع والدتها بالزواج مطمئناً إياها بأنه سوف يقوم بفتح سفارة مصرية بغانا وخط طيران مباشر يُمكنها من السفر إليها في أي وقت، وتمت شبكتها بخاتم ألماس بـ ١٠٠ جنيه إنجليزي ، و٥٠٠ جنيه إنجليزي، وتم الزواج في ليلة رأس السنة (١٩٥٧/ ١٩٥٨)، ومن الجدير بالذكر هنا أن"ناصر" عرف موعد حفل الزواج في حين أن الغانيين بكل المستويات لم يعرفوه إلا بعد انتهائه بساعات، وُسمي الابن الأكبر لهما بـ"جمال" تيمناً بالزعيم والصديق المصري الذي طالما استقبله أثناء زيارته للقاهرة بصحبه أهل عروسته، كي يظهر ناصرًا وكأنه صهر الرئيس الغاني، وكانت تخبره السيدة عادةً بنشاط الإسرائيليين في غانا أثناء زيارتها للقاهرة مما جعل السفير الإسرائيلي في غانا هو الأكثر تشاؤماً من هذا الزواج. كما استقبلت مصر أسرة نكروما بعد إنقلاب١٩٦٦م، بعد أن ارسلت لهما طائرة ثم تم استضافتهم في قصر الطاهرة لمدة ثلاث أشهر واستقروا بعد ذلك في المعادي. حصل نكروما على قلادة الجمهورية من جمهورية مصر العربية، والدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة عام ١٩٥٨م.