جولات الرئيس جمال عبدالناصر في تنزانيا عام ١٩٦٦

جولات الرئيس جمال عبدالناصر في  تنزانيا عام ١٩٦٦

وفي صباح يوم السبت الموافق الرابع والعشرين من سبتمبر العام ١٩٦٦م، بدأ الرئيس جمال عبدالناصر جولة تمتد حوالي ٢٠٠٠ كيلو متر مربع، عبر الأراضي التنزانية وكانت أولي محطاته في هذه الرحلة جزيرة زنجبار رافقه بها السيد رشيد النائب الثاني للرئيس جوليوس نيريري، والسيد عبدالرحمن وزير التجارة التنزاني، وكان في استقبالهم السيد عبيد كروما النائب الأول للرئيس جوليوس نيريري، وألوف من سكان الجزيرة وعلي المنصة عزف السلام الوطني واستعرض حرس الشرف بالموسيقي العسكرية.

وبين حفاوة الاستقبال من شعب يقدر كفاح رجل ثائر، وصل الرئيس ناصر إلى مقر حزب الشيرازي لحضور المؤتمر الشعبي الكبيرالذى عقد بمناسبة زيارة الرئيس ناصر، وألقي السيد هبيد كرومي زعيم الحزب الشيرازي كلمة رحب فيها بالرئيس العربي الكبير نيابة عن شعب زنجبار، ثم تحدث عن مدى الصداقة والمحبة والاخوة التي تربط شعبى البلدين.

 وألقي الرئيس جمال عبدالناصر كلمة جاء مضمونها كالتالي: أحمل إليكم من إخوانكم شعب الجمهورية العربية المتحدة تحية وأحسن التمنيات لكم، نحن في الجمهورية العربية المتحدة تابعنا نضالكم من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال، وكنا على ثقة كاملة بأنكم ستحققون الحرية وتحققون الاستقلال، وأنا أشعر بالسعادة الكبيرة وأنا أزوركم اليوم وأراكم قد حققتم الاستقلال السياسي والحرية الاجتماعية، لقد تكلم الأخ نائب الرئيس "كرومي" عن الظروف الصعبة التي كنتم تعيشون فيها.

وأحب أن أقول لكم أننا أيضاً في بلدنا كنا نعيش في ظروف صعبة مثل الظروف التي تكلم عنها نائب الرئيس، كان عندنا احتلال بريطاني، ٨٠ ألف جندي بريطاني في بلدنا، وبفضل نضال الشعب في مصر استطعنا أن نتخلص من الاحتلال البريطاني، وكان عندنا استغلال اقتصادي وإقطاع، وبفضل نضال الشعب في مصر استطعنا أن نقضي على كل أنواع الاستغلال الاقتصادي وأن نتخلص من الإقطاع، وحققنا الحرية السياسية والحرية الاجتماعية؛ ولذلك فنحن نشعر بعظم العمل الذى قمتم به من أجل تحقيق الحرية السياسية والحرية الاقتصادية.

إن ثورتنا في مصر ثورة تقدمية.. ثورة من أجل الحرية.. ثورة ضد الاستغلال وضد الإقطاع، ولذلك فنحن نؤيد كل حركة أو ثورة تقدمية؛ لأن الثورة التقدمية معناها حرية الإنسان، حريته من الاستغلال والاستبداد بكل معانيه، لأن الثورة التقدمية معناها المساواة بين الناس، لأن الثورة التقدمية معناها تكافؤ الفرص للجميع، لأن الثورة التقدمية معناها الحرية الحقيقية لكل الناس. ومنذ قامت ثورتنا من ١٤ سنة ونحن في نضال مستمر مع الاستعمار والرجعية.

وأقول للأخ نائب الرئيس "كرومي" ألا تعطى انتباهاً لمن يتكلمون ضدكم في الخارج، ونحن - بعد ١٤ سنة - نجد أعداء التقدمية وأعداء الحرية يتكلمون عنا في الخارج، ولكن هذا الكلام عنا أو حتى التعاون مع الاستعمار لم يمنعنا من التقدم وتحقيق أهداف ثورتنا.

هذا اليوم هو ثالث أيام زيارتي لتنزانيا، ومنذ وصلنا إلى تنزانيا ونحن نجد الترحيب والأخوة والمحبة في كل مكان، وأكرر ما قلته أمس إننا ننظر إلى تنزانيا على أساس أنها قاعدة الحرية في شرق إفريقيا.

واليوم هنا عند زيارتي هنا في زنزبار شاهدت جموع الشعب من المطار إلى المقر ورأيت في عيونكم الأخوة والمحبة، وأقول لكم إن شعبنا يبادلكم هذا الأخوة والمحبة والصداقة، وأشكركم وأتمنى لكم دوام التقدم والازدهار وأشكر السيد نائب الرئيس.

عاشت الأخوة بين الجمهورية العربية المتحدة وتنزانيا.

والسلام عليكم.

واستؤنفت الرحلة طريقها إلى مدينة أروشا والتي تقع على سطح أعلى جبال أفريقيا "جبل كلمنجارو"، ووصل الرئيس ناصر والوفد المرافق له إلى بحيرة تيارا، حيث قام الرئيس جمال بزيارة الغابة التي تضم مختلف الحيوانات البرية، وتجول فيها مستمتعا بمشاهدة المناظر الخلابة.

وتابع الرئيس رحلته إلي مدينة موانزا حيث كان فى استقباله بالمطار الرئيس جوليوس نيريري، وتحرك موكب الرئيسين إلى قلب المدينة التى احتشدت بالمواطنين الذين أخذوا يهتفون للرئيسين وسط رقصات شعبية ، ووصل الرئيسان إلى قصر الضيافة ليستريحا ثم يبدأن جولتهما.

وفي دار السلام، أقام السفير مصطفي العيسوي سفير جمهورية مصر العربية لدي تنزانيا بمقر اقامته حفل استقبال حضره الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس جوليوس نيريري والسيدة عقيلته، واحتشد المقر بكبار الشخصيات التنزانية والعربية وأعضاء الجاليات العربية هناك، وقد قُبل الرئيسان بالحفاوة والتكريم.

وللمزيد من الصور اضغط هنا