مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة (الجزء الثالث)

مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة (الجزء الثالث)

إعداد/ زينب مكي 

مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة( الجزء الثالث)

استكمالًا لسلسلة بعض مقتنيات المتحف المصري، ننتقل إلى أهم القطع المعروضة في الدور الثاني وهي:

 مجموعة توت عنخ آمون

أولًا الملك توت عنخ آمون، هو ملك من الاسرة الثامنة عشر، وحكم مصر لمدة ٩ سنوات، حيث جلس على العرش وهو عمره ٩ سنوات وتوفي فجأة عندما كان عمره ١٨ عامًا، هذا الملك الشاب هو ابن الملك توت عنخ آمون من زوجته كيا، وتزوج الملك توت عنخ آمون من أخته غير الشقيقة "إسن آمون"، وانجبت له طفلين ولكن توفيا قبل ولادتهما أي في عمر ٦ أو ٧ أشهر، توفي الملك توت في سن ١٨ عام، وبعد اكتشاف قبره والقيام بفحص الأشعة السينية تبين أنه كان يعاني من ورم في المخ أو قد يكون مصابًا بأمراض الصدر مثل مرض السل، لكن أُجري فحص آخر للجسم عام ١٩٦٨، ولوحظ ان هناك إصابة بالجمجمة فربما سقط من مكان مرتفع أو أصيب بسلاح حاد.

الأواني الكانوبية

كانت الجرارات الكانوبية عبارة عن أوعية خاصة مصنوعة من الفخار أو منحوتة من الحجر الجيري تم استخدامها في مصر القديمة أثناء عملية التحنيط للحفاظ على اعضاء المومياوات؛ كان هناك أربعة برطمانات، واحد لكل من الأعضاء التالية: المعدة والأمعاء والرئتين والكبد.

الجرة الأولى احتوت على المعدة ليحميها "نيث" إلهة الخلق والصيد، والثانية احتوت على الأمعاء ليحميها " سيلكيت" إلهة الحماية والعقارب.

والثالثة احتوت على الرئتين وتحرسها " نفتيس" إلهة الرثاء، أما الاخيرة فاحتوت على الكبد ليحرسها" إيزيس" إلهة الأمومة والسحر والخصوبة.

أما القلب فكان يُترك سليمًا داخل الجثة لأنه هو موطن الروح لهذا لم يتم وضعه داخل وعاء كانوبي.

تمثل حراسة الآلهة لأعضاء الموتى قوة العلاقة المصرية القديمة بالآلهة وإيمانهم القوي بهم،

كان أول استخدام معروف لإناء الكانوب أثناء دفن "حتب حرس" الأولى ، وهي ملكة من الأسرة الرابعة، وخلال عصر الدولة القديمة، كانت الأواني بسيطة التصميم ولها أغطية سادة.

بحلول الفترة المتوسطة الأولى كانوا أكثر تفصيلًا وتم استبدال الأغطية السهلة السابقة بمنحوتات تصور رؤوس الإنسان.

بحلول عصر الدولة الحديثة تغيرت الجرار الكانوبية مرة اخرى لتتخذ خاصية دينية تصور رؤوس مثل أبناء حورس الأربعة، لتحمي محتويات البرطمان.

خلال العصر البطلمي تم لف الأعضاء ووضعها في القبر إلى جانب الجسم.

فازات العطر المرمر

هي قطعة فريدة من نوعها، عبارة عن مزهرية تتكون من أربع قطع من المرمر مع بعضها البعض، يحيط بالزهرية إلاهان بهما ثديين مدليان، كلاهما يُدعى حابي، الذي يجسد النيل وخصوبته.

أحب المصريون القدماء العطور الجميلة، وربطوها بالآلهة وأدركوا تأثيرهم الإيجابي على الصحة والرفاهية.

تم تطبيق العطور بشكل عام على شكل مرهم زيت، وهناك الوصفات والتصويرات لإعداد العطر في المعابد في جميع أنحاء مصر.

استخدم المصريون القدماء العطور فقط لحماية وجوههم وأجسادهم من حرارة الشمس، واستخدموا المرمر خصيصًا في عمل الجرار لأنه بارد جدًا ويحافظ على المادة بحالة جيدة لفترة طويلة.

لسوء الحظ تم العثور على معظم هذه المزهريات فارغة من المحتويات لأنها تعرضت للسرقة، ومع ذلك وجدنا بعض هذه المزهريات سليمة.

الأريكات الثلاثة

وظائف هذه الأريكات بشكل رئيسي هو ضمان سلامة وإحياء الملك في الحياة الآخرة لأنه يضمن قوة الحيوانات المقدسة عندما يستريح على كل أريكة.

أخذت هذه الأريكات الثلاثة شكل ثلاثة حيوانات مقدسة: بقرة، لبؤة، وفي الوسط بين كلًا منهما يمكننا العثور على رأس فرس النهر، جسم تمساح وجزء مخالب الأسد.

الأريكة الأولى:- إنها تمثل إلهة تُسمى "ميت ورت" التي تصنع الفياضان العظيم، ويتم تمثيلها على شكل بقرة مع رأس فوقها يحيط بها قرنان، والهدف من هذه الأريكة هو رغبة الملك في ضمان سلامة إحياء السلطة في حياته.

الأريكة الثانية: إنها غريبة لأنه ليس من السهل تحديد مَن هي الإلهة هنا حيث يمكننا أن نرى الرأس يأخذ شكل حيوان مركب، يتكون من فرس النهر( الرأس والجسم)، وذيل تمساح، وسيقان أسد تنتهي بكفوف وخالب أسد، هي على الأغلب تُمثل إلهة " عمت".

الأريكة الثالثة:- هذه الأريكة تُمثل عيون اللبؤة مرصَّعة بالكريستال الصخري، الجفون والعظام والأنف مصنوعة من الزجاج الأزرق، وهي تمثل الإلهة "ميت ورت" التي تسبب الفيضان كما ذكرنا سابقًا.

لأن مصر كانت تعتمد بشكل أساسي على الفيضانات في نظام الري الخاص بها، وحيث يجب أن تظهر الإلهة ميت ورت من أجل التسبب في فيضان النيل.

السرير المغطَى برقائق الذهب

يُعتبر هذا السرير أكثر الأسرة التي عُثر عليها داخل مقبرة توت عنخ آمون فنًا وتطورًا، حيث زُود بإطار من خشب الأبنوس المنحوت وغُطى برقائق الذهب، وشُكلت حاشيته على هيئة الشبكة، وقُسمت لوحة القدم إلى ثلاثة أقسام، زين الأوسط منها برمز وحدة الأرضين "سما تاوي"

ويحمل القسمان الآخران رسومًا نباتية

احتفظت رقائق الذهب بخدوشٍ استنتج منه المستكشف استعمال الملك لهذا السرير في حياته.

قناع الملك توت

هو قناعٌ تم اكتشافه من قِبل هوارد كارتر عام ١٩٢٢ في مقبرة ٦٢ وهو الآن موجود في المتحف المصري في القاهرة.

القناع يزن ١٨ كجم من الذهب، مُزيَّن بأحجار شبه كريمة، إنه قناعٌ يُمثل سمة الوجه للملك توت عنخ آمون مع كتفيه وهو يرتدي غطاء الرأس النمس، الخطوط مصنوعة من الزجاج الأزرق في تقليد اللازورد، وهناك نسرٌ وثعبان الكوبرا على الجبهة كوسيلة لحماية الملك، النسر مصنوعٌ بالكامل من الذهب بينما فمه مصنوع من اللازورد ويرمز إلى السيادة على صعيد مصر العليا، بينما الكوبرا جسمه مصنوع من خوذة زرقاء داكنة، وجسمه مرصع باللازورد الفيروزي يرمز إلى السيادة على الوجه البحري، مصر السفلى.

يعكس وجهه قوة حيوية وشباب الملك ويمثله في المثل العليا المثالية، والعيون الضيقة والأنف الرقيق، كما نرى أن حواجبه وجفونه مصنوعان من الزجاج الأزرق، وأبيض العين مصنوعٌ من الكالسيت، بينما القرنية مصنوعةٌ من حجر الزجاج البركاني، وتم ثَقب شحمة الأذن لكي تحمل الأقراط.

التعاويذ خلف القناع.

هناك عدة أعمدة من الهيروغليفية، بدأت هذه النقوش كتمائم ،تظهر لأول مرة على أقنعة المملكة الوسطى، ثم فيما بعد كانت في كتاب الموتى تهدف إلى حماية القناع حيث حدد كل جزء من القناع إله معين أو صورة لذلك الإله.

تمثالي الحارس ...الكا.... لتوت عنخ آمون.

تم العثور على هذين التمثالين في غرفة الانتظار، ويواجهان بعضهما البعض على جانبي المدخل المغلق إلى غرفة الدفن ويميلان قليلاً كما لو أنَّهم يستقبلان الشخص الذي يدخلها، وهم تماثيل بالحجم الطبيعي للملك، وهم متطابقون تقريبًا باستثناء نوع غطاء الرأس الذي يرتدونه والنقوش على تنوراتهم، فالتمثال الذي على اليمين يرتدي غطاء الرأس النمس، أما التمثال على الجانب الأيسر يرتدي غطاء الرأس الفنت ،وهي مصنوعة من الخشب المطلي بالقار وبعض الأجزاء المذهبة، الكوبرا على الجبين مصنوع من البرونز الذهبي، العينان مرصَّعتان بكربونات الكالسيوم المبلورة بالكالسيت للجزء الأبيض، وبطانة للجزء الأسود، بينما الخطوط العريضة للعيون والحواجب من البرونز المذهب.

يرتدي التمثال باقة واسعة من خلاخل وأساور صدرية، وهو يمسك برأس الصولجان من ناحية بينما يوجد في الجانب الآخر عصا طويل من ساق البردي، يرتدي صنادل من البرونز المُذَّهب، وهو يخطو مع الساق اليسرى إلى الأمام، ولون الأرض السوداء هو كيميت ولون الموت ولون الإله أنوبيس _ حارس الجبانة_ وكلاهما لهما نفس الوظائف.

يحمل التمثالين آثارًا طفيفة لتأثير العمارنة مثل انتفاخ البطن، وأرجل رفيعة نسبيًا وآذان مثقوبة.

الشمسية الذهبية.

تم العثور على هذه القطعة في غرفة الانتظار وهي مصنوعة من الخشب الجص ثم ذُهِّبت بورق الذهب.

كيف كانت تُستخدم ؟

بينما كان الملك يسير في حديقة القصر الملكي، كان أتباعه يحملون المظلة وعندما يجلس كانوا يحملونها فوقه.

وكانت تحتوي هذه المظلة على قفل تحكم ليتم فتحها او إغلاقها حسب الظل الذي يريه الملك، وتم تغطية هذه المظلة بقطعة كتان لحماية الملك من أشعة الشمس والرياح والمطر.

صناديق الألعاب.

لعب المصري القديم ألعابًا من بداية التاريخ.

كانت المقبرة تحتوي على ٤ لوحات ألعاب كاملة، وهذه اللعبة كانت تُسمى سنت وهذه الكلمة تعني المرور، بحيث يُرمز إلى مرور المتوفي من خلال العالم السفلي. فهي لعبة شعبية في وقت مبكر.

 وفي مقدمة الفصل ١٧ من كتاب الموتى وُصِفت بأنها واحدة من مهن المتوفي في العالم الآخر، وفي عبارة اخرى من كتاب الموتى يُذكر أنه كان من الضروري للمتوفي أن يلعب لعبة السنت، كلعبة جنائزية في رحلته في الحياة الأخرى من الشرق إلى الغرب.

ويجب ان يكون لها تاريخ طويل لأنها مُمثلة في بعض الأحيان في المناظر على جدران مقابر المملكة القديمة، لعبت لعبة سنت في كل مكان وعلى جميع المستويات الإجتماعية، فعلى سبيل المثال، ظهر رمسيس الثالث على جدران قصره وهو يلعب السنت مع ابنته.

المصادر:-

egyptian museum

Egymonuments.gov.com

كتاب_ المرشد السياحي الذهبي من ٢٩٣ل ٢٩٥ و من ٢٩٩ل٣١٥