يافا من الفتح الإسلامي للاحتلال الصهيوني

يافا من الفتح الإسلامي للاحتلال الصهيوني

أسس الكنعانيون المدينة فى الألف الرابع قبل الميلاد، وكانت منذ ذلك التاريخ مركزا تجاريا مهما للمنطقة، كما كان فى عهد الفراعنة الذين احتلوها وعهد الحكم الآشورى والبابلى والفارسى قبل الميلاد، ثم دخلت فى حكم الرومان والبيزنطيين.

ولما دخل الفتح الإسلامى إلى فلسطين فتح عمرو بن العاص يافا فى نفس عام دخول عمر بن الخطاب القدس، ظلّت يافا تحتل هذه المكانة المهمة بين مدن فلسطين، وبقيت مركزا تجاريا رئيسيا و بعدها خضعت للحكم الصليبي ، ثم في عام ١٥١٧ م اصبحت تحت الحكم العثماني و مع انهيار الحكم العثماني و هزيمتها في  الحرب العالمية الاولي اصبحت تحت الانتداب البريطاني.

وبعد إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين، أخذ طوفان الهجرة اليهودية يتدفق على ميناء يافا، فارتفعت أعدادهم فيها بصورة كبيرة، وكان معظمهم من الطبقات الفقيرة القادمة من وسط وشرق أوروبا، لذلك انتشرت بينهم الدعوات البلشفية الشيوعية، وكان معظمهم ينتمي إلى الهستدروت أو اتحاد العمال اليهودي. ثم بدأت تنفيذ المخطط الصهيوني الاستعماري في فلسطين.

أعطى قرار التقسيم 55% من أرض فلسطين للدولة اليهودية، وشملت حصّة اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحري (من إسدود إلى حيفا تقريبا، ما عدا مدينة يافا) وأغلبية مساحة صحراء النقب (ما عدا مدينة بئر السبع وشريط على الحدود المصرية). استند مشروع تقسيم الأرض الفلسطينية على أماكن تواجد التّكتّلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتّلات داخل حدود الدولة اليهودية.

وفي 4 يناير عام 1948 م، قامت المنظمات اليهودية بعمل إجرامي كبير، حيث نسفوا "سرايا الحكومة" في وسط المدينة، والتي كانت مقراً لدائرة الشؤون الاجتماعية، بواسطة سيارة ملغومة، وسقط عدد كبير من القتلى والجرحى. وفي 15 /5/1948 انسحبت القوات البريطانية من المدينة، ودخلت القوات اليهودية الصهيونية وعلى رأسها منظمة الهاجانا المدينة , بعد هزيمة المجاهدين والمدافعين عن يافا

استمر هذا الوضع حتى قامت المنظمات اليهودية بعملية احتلال يافا يوم 26 نيسان / أبريل 1948، والتي أطلقت عليها "عملية درور"، ونتج عنها تهجير معظم سكان المدينة العرب. وقد مرَّ الحيّز المديني الفلسطيني بتغييرات جذرية نتيجة لحرب 1948 وقيام دولة إسرائيل.

وفي عام 1950 ضمّت بلدية تل أبيب مدينة يافا لسلطتها، وأصبحت بلدية واحدة تسمى بلدية تل أبيب- يافا، يشكل فيها السكان العرب ما يقارب %2 من السكان. ومنذ اللحظة الأولى وضعت بلدية تل أبيب- يافا مخطط تهويد المكان، فغيّرت كل أسماء شوارع مدينة يافا إلى أسماء عبرية لقيادات الحركة الصهيونية أو أسماء غريبة عن المكان لا تمتّ له ولتاريخه العربي العريق بأي صلة. كما عملت على تغيير الطراز المعماري للمكان من خلال هدم جزء كبير من المباني القديمة، وهدم أحياء وقرى بكاملها.