ذكرى استقلال ساحل الذهب... غانا

ذكرى استقلال ساحل الذهب... غانا
حصلت غانا على استقلالها من المستعمر البريطانى فى ٦ مارس عام ١٩٥٧، بعد احتلال دام لاكثر من ٦٠ عاما، وجاء الاستقلال على يد الزعيم كوامى نكروما الذى كان يرى ان استقلال غانا مرتبط باستقلال افريقيا، وصرح فى خطابه يوم الاستقلال قائلا: "ان استقلالنا لا معنى له ما لم يرتبط بالتحرير الكامل للقارة الافريقية".
ويعود تاريخ استقلال غانا إلى مؤتمر ساحل الذهب الموحد عام ١٩٤٧، والذى جاء للمطالبة بالنضال من اجل الاستقلال، وكان المؤتمر بقيادة نكروما مما أدى الى اعتقاله عام ١٩٤٨، وبعد خروجه من المعتقل على الفور شكل نكروما حزب المؤتمر الشعبى (CPP) لتحقيق الحكم الذاتى لغانا، وفى ١٩٥٠ اعتقل نكروما مجددا، وفاز حزبه فى الانتخابات وهو داخل السجن وتم اطلاق سراحه ليتولى نكروما رئاسة الوزراء عام ١٩٥٢.
وفى مارس عام ١٩٥٧ تم اعلان استقلال غانا، ووضع الدستور، وتم انتخاب كوامى نكروما ليصبح اول رئيس لجمهورية غانا. كانت غانا تسمى "ساحل الذهب" وقت الاحتلال، وسميت باسمها غانا بعد حصولها على الاستقلال.

لدولة غانا مكانة خاصة لمصر عبد الناصر، فمن طرائف السياسة أن أول رئيس غاني، والصديق المقرب من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، "كوامي نكروما"، والذي قاد بلاده نحو الاستقلال، قد تزوج من سيدة مصرية هي "فتحية نكروما"، وبعد الانقلاب العسكري الذي تعرضت له غانا عام ١٩٦٦، أرسل الرئيس عبد الناصر طائرة خاصة لاصطحاب أسرة نكروما إلى القاهرة. 

 أرادت غانا بعد استقلالها أن تبني اقتصادها على نمط جديد يعتمد على عدم التبعية للدول الغربية، فقامت مصر بتقديم الدعم الفني لها، وقامت بإرسال وفود من الخبراء للمساهمة في إعداد خطط الحكومة الغانية في مجالات التنمية الصناعية، فضلاً عن التعاون المشترك في مجال الزراعة، وقد وقع الجانبان اتفاقية التعاون الفني بينهما عام 1966، وذلك لتنظيم حركة انتقال الخبرة الفنية بين الطرفين.

وتتميز العلاقات بين مصر وغانا بطابع خاص، حيث يربط البلدان علاقات تاريخية وطيدة ترجع حتى الى عهود ما قبل الاستقلال، وعندما اشتعلت حركات التحرر فى افريقيا، ساندت مصر غانا بشكل داعم وقوى فى الحصول على استقلالها، كما ان غانا تحظى باهتمام كبير من الجانب المصرى، وكان يربط بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس نكروما علاقة صداقة قوية، ومن شدة ارتباط نكروما بمصر تزوج من سيدة مصرية وهى السيدة "فتحية نكروما" وتوسط الرئيس عبد الناصر لاتمام هذا الزواج، واصبحت السيدة فتحية اول زوجة مصرية لزعيم افريقى بعد استقلال دول افريقيا، وانجبت ثلاثة ابناء منهم جمال الذى سمى على اسم الرئيس جمال عبد الناصر.
وارتبط الشعب الغانى اكثر بمصر بعد ان تزوج زعيمهم ب "عروس النيل" كما اطلق شعب غانا على السيده فتحية.
كانت مصر من اوائل الدول التى اقيمت علاقات دبلوماسية جيده مع غانا، كما تقدم مصر الدعم لها فى المجالات السياسية والافتصادية والثقافية وكذلك فيما يخص الامن والصحة والسياحة والاعلام وتدريب الكوادر.