ذكري استقلال جمهورية كينيا

ذكري استقلال جمهورية كينيا
تحتفل جمهورية كينيا اليوم بعيد استقلالها، حيث حصلت كينيا على استقلالها من الاحتلال البريطانى فى ١٢ ديسمبر عام ١٩٦٣م، و يعتبر هذا اليوم بمثابة عيدين يحتفل بهم، ففى هذا اليوم حصلت كينيا على استقلالها عام ١٩٦٣م، كما اصبحت كينيا جمهورية عام ١٩٦٤م. يتم الاحتفال بهذا اليوم بالعديد من الفعاليات منها الخطب السياسية و الاحتفال بالتراث الثقافي للبلاد، كما يخاطب الرئيس الشعب ويكافئ الأفراد تقديراً لخدماتهم المتميزة المقدمة إلى البلاد.
بدأت العلاقات الوثيقة بين مصر وكينيا منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني حيث قامت مصر في عهد الرئيس عبد الناصر بمساندة حركة "الماو ماو"، من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مكثفة ضد الاستعمار البريطانى لكينيا، حيث جعلت مصر من قضية "الماو ماو" قضية أفريقية، وسعت إلى الإفراج عن الزعيم الكينى جومو كينياتا الذى احتجزته سلطات الاحتلال البريطانى عام ١٩٦١م. كما تم تخصيص إذاعة باسم "صوت أفريقيا" موجهة من مصر للشعب الكيني لمساندته فى نضاله لتحرير بلده، وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تبث من دولة أفريقية لدعم كينيا فى الحصول على استقلالها.

كما استمرت مصر في تعاونها مع كينيا على كافة المستويات، وبرزت علاقات الأخوة التى جمعت بين الشعبين الشقيقين المصرى والكينى في وقت الأزمات و كانت القاهرة أول عاصمة تفتح ابوابها لأستقبال الزعماء و المناضلين الكينيين، وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم داخل كينيا، بالاضافة الى تقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني.
ونجحت الجهود المصرية فى دعم الكفاح الكينى حتى حصلت كينيا على استقلالها فى عام ١٩٦٣م، و تحولت كينيا إلى جمهورية فى عام ١٩٦٤م، واصبح "جومو كينياتا" أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وبدأت العلاقات الدبلوماسية مع مصر وافتتحت كينيا سفارتها بالقاهرة.
فى عام ١٩٦٤م، استضافت مصر مؤتمر القمة الأفريقى الثانى، وخلال جلسات المؤتمر أبدى الرئيس عبد الناصر استعداده للتعاون الكامل مع كينيا وكافة الدول الأفريقية من أجل تعزيز قوة أفريقيا وتنمية مواردها بما يساهم فى تدعيم وحدتها، و قام عبد الناصر بتكليف وزير إعلامه "محمد فايق" بالسفر إلى نيروبى، وأثناء الزيارة تم الاتفاق على تدريب كتيبة مظلات، وإرسال خبراء عسكريين مصريين لتدريب الجيش الكينى، بعد التخلص من القوات البريطانية الموجودة فى البلاد، بالإضافة لإرسال أعداد من الضباط الكينيين للتدريب فى مصر.
ونذكر فى هذا السياق الكلمة الشهيرة للرئيس جومو كينياتا "سنظل نذكر ناصر دائماً أن مساندته لأفريقيا حررت الكثير من دولها".