الرمزية التاريخية لمنحة ناصر للقيادة الدولية

الرمزية التاريخية لمنحة ناصر للقيادة الدولية

«الاتزان، العدالة، النظام، الحكمة،  المعرفة، الحق» .. ماعت رمزاً لمنحة ناصر .

اتخذ المصري القديم من «ماعت» مبادئ عيشه، حيث رأي فيها النظام والاتزان والبداية والنهاية والغاية والمنتهي، رمَّز إليها بإمرأة ذات جناحين -هما سر اتزانها- وميزان اتساق أي شيئ مع النظام الكوني، وماعت هي رمز الحق والعدل والاستقامة وهي شعار القضاء في مصر القديمة.


جسدت قوانين ماعت القيم الانسانية في اسمي صورها، وعبرت بوضوح عن وعي المصري القديم بالكون،  إذ رأي فيها رمز الحق والعدل والنظام ، لذا كانت  مبادئ ماعت هي دليل العيش في المجتمع وكانت مطاعة من الملك والشعب.

كما تجسد "ماعت" النظام الكونى الذى أوكل المعبود "رع" إلى الملك إرساءَه وإقامتَه في حكم الأرض. فكان على الملك القيام بذلك، والقيام بطقسة تقديم "الماعت"، كناية عن ذلك كله، وارتبطت بالمعبود "چحوتى" رب الحكمة والمعرفة، وعرفت كزوجة له، وقد ظهرت معه في مشهد وزن قلب المتوفى، وكذلك ظهرت على مركب رب الشمس "رع". وارتبطت "ماعت" بالملك، والذى كان مسئولاً أمام الأرباب عن إقرار النظام والعدالة، وإقامة الـ "ماعت" في نصابه الذى خلقه الأرباب للكون.

ومن المفارقات التي جعلتنا نختار جناح ماعت شعاراً لمنحة ناصر للقيادة الدولية هي تلاقي قواعد ماعت مع العديد من المبادئ والوثائق التي تؤمن بها ونستند إليها المنحة  ونسعي لايجاد آليات لتفعيلها والتي من بينها، بل أهمها وأعمها وأشملها ما جاء في قوانين ماعت اذ تقول:  
١-  أنا لم أسلب الآخرين ممتلكاتهم بالإكراه.
٢-أنا لم أغلق أذناى عن سماع كلمات الحق.
٣-  أنا لم أعتد على أحد.
٤- لم اتسبب في إيذاء مشاعر الآخرين .
٥-  أنا لم أغتصب أرض أحد.
٦- أنا لم أقم بإرهاب أحد.
٧- أنا لم أهدد السلام .
٨- أنا لم يصدر منى أفكار/كلمات/أفعال شريرة.
٩- أنا لم أخطف لقمة من فم طفل.
١٠- أنا لم أخرب بيوت العبادة (المعابد).

فقد حملت المعبودة (ماعت Ma'aT أعظم مظاهر التجسيد رمزية للمفاهيم المجردة التي شخصت معنى الحق والصدق ، والتي عبرت عنها اللغة المصرية القديمة بكلمة واحدة هي (ماعت) والربة التي تحمل هذا الاسم الذي ظهر منذ الأسرة الثانية صورة في هيئة بشرية أنثوية  حاملة على رأسها (ريشة نعام) و (ماعت) كما أشرنا هي ابنة إله الشمس (رع) الذي يحكم طبقاً لمبادئ راسخة من الحق والعدالة قررها كناموس عام ، ولذلك نرى هذه الربة دوماً وهي تقف في مقدمة مركب الشمس المقدسة بصحبة رع خلال رحلته عبر السماء، ومن هنا اخذناها شعاراً لنسختنا الرابعة من منحة ناصر للقيادة الدولية والتي نصبوا من خلال قيادتها الشبابية إلي إرسال قيم السلام والعدالة الاجتماعية في جميع انحاء عالمنا.