إيمان الوراقي... صوت الحقيقة في وجه التطرف

في دروب الصحافة الصعبة، حيث لا ينجو إلا أصحاب الشغف والعزيمة، تألقت الصحفية المصرية إيمان الوراقي كأحد الأسماء اللامعة في سماء التحقيقات الاستقصائية، بعد رحلة مهنية رسمتها بالجرأة والاجتهاد والنجاحات المتتالية.
تخرجت إيمان في كلية الإعلام جامعة القاهرة، لتبدأ رحلتها المهنية في الصحافة عام 2007، متنقلة بين أبرز المؤسسات الصحفية المصرية مثل "الدستور"، و"الكرامة"، و"الصباح"، و"اليوم السابع"، وموقع "أصوات مصرية" التابع لوكالة رويترز. لكنها لم تكن مجرد صحفية تنقل الخبر، بل كانت باحثة عن الحقيقة في عمق التفاصيل، تكتب بقلم لا يخاف المواجهة.
تميّزت إيمان بتحقيقات نالت صدى واسعاً، منها حملتها الشهيرة على مناهج الأزهر والأساتذة المنتمين لجماعات متطرفة، والتي ساهمت في فتح نقاش مجتمعي كبير حول تجديد الخطاب الديني، واستدعت اهتمام أعلى الجهات في الدولة، ما دفع شيخ الأزهر إلى تشكيل لجنة لإعادة النظر في المناهج ومحاسبة المتورطين.
عملت كمذيعة ببرنامج "عظيمات مصر" على قناة "اليوم السابع"، وقدمت تغطيات متنوعة بجرأة مهنية عالية، جعلتها تحظى باحترام وتقدير المؤسسات الإعلامية والزملاء.
لم يكن شغفها بالإعلام فقط في حدود المهنة، بل امتد إلى تطوير الصحافة من الداخل. أطلقت مبادرة "ثورة الذكاء الاصطناعي"، كأول مبادرة مصرية تهدف إلى تدريب الصحفيين على أدوات الذكاء الاصطناعي وإدماجها في العمل الصحفي، مواكبةً للتحولات الرقمية المتسارعة.
حصدت إيمان الوراقي العديد من الجوائز، منها جائزة الصحافة العربية، وجائزة إحسان عبد القدوس للتفوق الصحفي، وجائزة سيمنز، بالإضافة إلى عدة جوائز من نقابة الصحفيين المصرية، مما يعكس ثقة المجتمع الصحفي بمكانتها ومصداقيتها.
تكتب حالياً كتاباً يعيد قراءة النصوص الدينية من منظور نقدي بعيداً عن التسلط الأيديولوجي، وتواصل نشر مقالات وتحقيقات مؤثرة في موقع "جسور بوست"، حيث تتناول قضايا مثل الذكاء الاصطناعي والمناخ والتطرف بنظرة تحليلية متعمقة.
بمهارات لغوية رفيعة، وإتقان لأدوات البحث والتحليل، تُعد إيمان الوراقي نموذجاً مشرفاً للصحفي الباحث عن الحقيقة في زمن تعج فيه الساحة بالأصوات المتداخلة.