لطالما كانت اليونيسف قوة لا يمكن وقفها، فمنذ تأسيسها وهي تناضل من أجل التغيير في حياة الأطفال عبر جميع أنحاء العالم، مهما كانت هويتهم، وأينما كان عيشهم، ظلت خلالها المنظمة في خط الدفاع الأول في الصفوف الأمامية للأزمات الإنسانية و النزاعات المسلحة و الكوارث الطبيعية، استجابةً لملايين الأطفال ومناصرةً لحقهم في البقاء، فبسواعد متطوعيها وشركائها وخبراتهم الميدانية وصلوا لأكثر من ١٩١ بلداً ومنطقة.
ففي ١١ سبتمبر عام ١٩٤٦ تأسست اليونيسف بموجب
القرار ٥٧(د-١) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بغية توفير إمدادات ومساعدة للأطفال بعد
الحرب العالمية الثانية، وكان اسمها الأصلي ‹صندوق الطوارئ الدولي للأطفال التابع
الأمم المتحدة، كصندوق إغاثة مؤقت تابع للأمم المتحدة، ثم تطورت المنظمة واصبحت تقوم بصياغة رابط تضامن بين الدول الغنية والفقيرة وتقدم للشباب في جميع البلدان بديلاً يستحق العيش والعمل من أجل عالم به:
الحرية للجميع ،
المساواة بين جميع الأجناس .
وفي عام ١٩٥٦ حصلت المنظمة علي جائزة نوبل للسلام
حيث أعلنت لجنة الجائزة أن المنظمة أوفت بشرط إرادة نوبل، واستطاعت تعزيز الأخوة بين الأمم"، مُضيفة أن اليونيسيف أدركت أن الأطفال هم مفتاح المستقبل"، كما أشادت بها نصاً جاء فيه "إن فهم لغة اليونيسيف لا يستعصي على أحد، ولا يسع حتى أشد الناس تحفظا إلا الاعتراف بأن العمل الذي تقوم به اليونيسيف قد برهن على أن الرحمة لا يمكن أن توصد في وجهها أي حدود وطنية".
أما عن شعار منظمة اليونيسف فقد أبرزَ شعارها الأول عام ١٩٥٣ «طفلاً يشرب كوباً من الحليب»، مما عكس النشاط الرئيسي للمنظمة في ذلك الوقت: إيصال الحليب للأطفال. مع الاحتفاظ عناصر شعار الأمم المتحدة الذي استند إليه، من قبيل غصني الزيتون وشكل الكرة الأرضية في الخلفية، ثم تطور الشعار إلى شكل «أم تحمل طفلها» إذ وسّعت اليونيسف تركيزها ليشمل مزيداً من احتياجات الأطفال، وقد ارتبط ذلك أيضاً بإقرار الأمم المتحدة لاتفاقية حقوق الطفل في عام ١٩٥٩، والتي حددت حقوق الطفل بالحماية والتعليم والرعاية الصحية والمأوى إضافة إلى التغذية الجيدة، كما إن الإيماءة العالمية التي تمثل أماً ترفع طفلها ترمز إلى الأمل والأمان والبهجة، وهو ما تسعى اليونيسف لتقديمه للوالدين وأطفالهم، لتستحضر طاقتهم وحماسهم، مما يعكس تفاؤل اليونيسف والنتائج التي تسعى إلى تحقيقها لكل طفل.
هكذا ظل هدف اليونيسف طيلة السنوات الماضية هو نشر طاولة ، مزينة بجميع الأشياء الجيدة التي توفرها الطبيعة، لجميع أطفال العالم، ولهذا السبب تعتبر المنظمة عاملاً من عوامل السلام ذات الأهمية الكبرى، وفي عام ٢٠١٦، أُقرت الأمم المتحدة عبارة «لكل طفل» كدلالة على استراتيجية منظمة اليونيسيف، كما تُشير العبارة إلى الولاية العالمية لليونيسف في حماية حقوق الأطفال في كل مكان، الأمر الذي يجسّد مهمة المنظمة في اعطاء أهمية كبرى لأشد الأطفال ضعفاً.