يرجع الاحتفال بذكري تجارة الرقيق وإلغائه إلي تلك الانتفاضة التي هزت العالم والتي تتمثل في ثورة العبيد علي نظام الرق في ٢٣ أغسطس عام ١٧٩١م، في مدينة «سانتو دومنيغو» في هايتي أو المعروفة باسم الجمهورية الدومينيكية،، ويعد الاحتفال بهذه الذكري سنوياً فرصة للنظر في الأسباب التاريخية لهذه المأساة وأساليبها والنتائج المترتبة عليها، وكذلك تحليل التفاعلات التي أثارتها بين القارات أفريقيا وأوروبا والأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي.
وتقول «أودري أزولاي» المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو
"نقوم في 23 أغسطس بإحياء ذكرى أولئك الرجال والنساء الذين ثاروا على ظلم نظام الرق والعبودية في سانتو دومينغو، ومهّدوا بثورﺗﻬم الطريق لكسر نير الرق وإنهاء العبودية واستئصال شأفة الممارسات القائمة على نزع الصفة الإنسانية عن بعض البشر. وإننا لننحني إجلالاً وتكريما للذكرى جميع ضحايا الاتجار بالرقيق الأسود إذ نحيي اليوم ذكرى أولئك الثوار"
وقد أطلقت اليونسكو مشروع "طريق الرقيق: المقاومة والحرية والتراث" سنة ١٩٩٥، كأداة عالمية تصف العواقب والتداخلات الناتجة عن تجارة الرقيق وتحديد المواقع والأبنية والأماكن التي كانت مركزاً لهذه التجارة،، فضلا عن البحث عن سبل تعزيز التقارب بين الشعوب حول الموروثات المشتركة الناجمة عن هذه المأساة التي تكبّدتها الشعوب في العصور القديمة.
ثم دعت المديرة العامة لليونسكو جمبع الدول الأعضاء بموجب الخطاب الدوري في ٢٩ يوليو١٩٩٨، رقم خ د/ ٣٤٩٤ والموجه إلى وزراء الثقافة، إلى تنظيم فعاليات سنوية للاحتفال باليوم الدولي للاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه الموافق 23 أغسطس،، واعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو القرار ٢٩ م/٤٠ خلال جلسته التاسعة والعشرين، بشأن اليوم الدولي لذكرى الاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه.
وفي ديسمبر ٢٠١٧ أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم ٢٣ أغسطس يومياً عالمياً لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي،، في محاولة جادة وعمل دؤوب يفضي إلي اجتثاث جميع أشكال الظلم الاجتماعي التي خلفها تاريخ الرق، وسعياً إلى مكافحة جميع أشكال التمييز والفصل العنصري .
ويعد اعتراف اليونيسكو بالموقع الأثري لرصيف ميناء «فالونجو» في عام ٢٠١٥ بوصفه موقعا لذكرى تجارة الرقيق يعود تاريخه إلي عام١٨١١، من اهم الجهود المبذولة في توثيق مورثات هذه القضية، حيث سيطرت البرازيل علي تجارة الرقيق علي مدار ثلاثة قرون من (١٥٦٠-١٨٥٠) وكانت تجارة الرقيق قد حُرّمت تماماً بموجب القانون عام ١٨٤٣، فيما كانت هي آخر الدول التي اقلعت عن تجارة الرقيق عام ١٨٨٨ في الامريكتين، لذا ارتبط ميناء فالونجو بمشروع اليونسكو المسمي "طريق الرقيق: المقاومة والحرية والتراث"، حيث أدرجته منظمة اليونيسكو علي قائمة التراث العالمي في يوليو ٢٠١٧ بغرض تحويل الأحجار المفقودة منذ أمد بعيد من ميناء «كيس فالونغو وارف» إلى نصب تذكاري.